التحقيق في تحطم طائرة إير إنديا يركّز على المحرك والجناحين؛ الهند تأمر بفحص أسطول طائرات بوينغ 787

أحمد آباد، الهند، 13 يونيو (رويترز) – قال مصدر يوم الجمعة إن التحقيق في حادث تحطم طائرة إير إنديا الذي أودى بحياة أكثر من 240 شخصاً يركّز على المحرك والرفارف (flaps) ومعدات الهبوط، وذلك في وقت أمرت فيه هيئة الطيران المدني الهندية بإجراء فحوصات سلامة لأسطول الشركة الكامل من طائرات بوينغ 787.
عناوين المقال
سيناريو تحطم طائرة بوينغ منذ إقلاعها بالمطار
وأظهرت لقطات من كاميرات المراقبة أن طائرة بوينغ 787-8 دريملاينر، وعلى متنها 242 شخصاً، كانت متجهة إلى مطار غاتويك جنوب لندن، بدأت تفقد الارتفاع بعد لحظات من الإقلاع فوق منطقة سكنية في مدينة أحمد آباد الغربية، ثم انفجرت في كرة نارية ضخمة بعدما اصطدمت بمبانٍ في الأسفل.
نجا راكب واحد فقط، وأفادت وسائل إعلام محلية أن ما يصل إلى 24 شخصاً على الأرض لقوا حتفهم أيضاً بعد سقوط الطائرة على نُزل تابع لكلية طبية أثناء وقت الغداء. ولم تتمكن رويترز من التحقق فوراً من عدد الضحايا على الأرض.
ويُعد هذا أسوأ حادث طيران في العالم خلال العقد الماضي.
تحقيقات في ظروف تحطم طائرة إير إنديا بشكل معمق
قال مصدر مطلع مباشرة على الموضوع لرويترز إن “إير إنديا” والحكومة الهندية تدرسان عدة جوانب من الحادث، بما في ذلك قضايا تتعلق بدفع المحرك، والرفارف، ولماذا بقيت معدات الهبوط مفتوحة عند الإقلاع، قبل أن تسقط الطائرة بعد لحظات.
ويشمل التحقيق أيضاً النظر في ما إذا كانت “إير إنديا” قد ارتكبت أي أخطاء، بما في ذلك فيما يتعلق بأعمال الصيانة، وفقًا للمصدر.
وأضاف المصدر أن “ضربة طائر” ليست من ضمن النقاط الرئيسية التي يُركّز عليها التحقيق، مشيراً إلى أن فرقاً من خبراء مكافحة الإرهاب تشارك في التحقيق أيضاً.
شبح “طائرات بوينغ” ذات السمعة السيئة الرائدة بتحطم طائراتها
وتنظر الحكومة حالياً في ما إذا كان ينبغي عليها إيقاف أسطول بوينغ 787 عن الطيران مؤقتاً خلال فترة التحقيق، وفقاً للمصدر. ولم ترد “إير إنديا”، ولا شركة بوينغ، ولا وزارة الطيران على الفور على طلبات للتعليق حول ذلك.
تملك “إير إنديا” أكثر من 30 طائرة دريملاينر من طرازي بوينغ 787-8 و787-9. وقال مصدر داخل “إير إنديا” إنه لم تصدر حتى الآن أي تعليمات من الحكومة بشأن إمكانية توقيف الأسطول.
من جهة أخرى، أمرت هيئة الطيران المدني الهندية “إير إنديا” بإجراء صيانة إضافية لطائراتها من طرازي 787-8 و787-9 المزوّدة بمحركات GEnx، بما في ذلك “فحص لمرة واحدة” لمعلمات الإقلاع قبل مغادرة كل رحلة ابتداءً من منتصف ليل 15 يونيو.
🎯 هل تبحث عن طريقة فعالة للترويج لموقعك أو منتجك؟
📈 "سعيد ميديا" يستقبل آلاف الزوار شهريًا من جمهور مستهدف يهتم بالمحتوى العربي الرقمي.
✨ أعلن عبر موقعنا عبر إعلان مباشر أو مقال جيست بوست، واجعل علامتك التجارية تصل للأشخاص المناسبين في الوقت المناسب!
كما طُلب من الشركة إدخال فحص “لأنظمة التحكم بالطيران” – وهو فحص للتأكد من أن أنظمة التحكم تعمل بشكل سليم – ضمن الفحوصات أثناء الترانزيت، بالإضافة إلى إجراء اختبارات التحقق من قدرة المحرك على إنتاج القوة المطلوبة خلال أسبوعين.
الصندوق الأسود سيكشف حقيقة الواقعة؛ فهل هي مجرد حادث أم جريمة متكاملة الأركان؟
وقالت وزارة الطيران إن المحققين وعمال الإنقاذ تمكنوا من استرجاع مسجل بيانات الرحلة الرقمي – أحد الصندوقين الأسودين – من سطح المبنى الذي تحطمت عليه الطائرة.

ولم يتم العثور بعد على مسجل صوت قمرة القيادة، وهو الصندوق الأسود الآخر، والذي يُعد أيضاً عنصراً أساسياً في التحقيق.
استحوذت مجموعة تاتا الهندية العملاقة على شركة “إير إنديا” المملوكة سابقاً للدولة في عام 2022، ودمجتها مع شركة “فيستارا” – وهي مشروع مشترك بين “تاتا” و”الخطوط الجوية السنغافورية” – العام الماضي.
وقد وصل محققون من الهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى موقع الحادث للمشاركة في التحقيق، وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة “تاتا”، ناتاراجان تشاندراسيكاران، في مذكرة داخلية اطّلعت عليها رويترز، إن المجموعة ستكون شفافة بالكامل بشأن نتائج التحقيق.
وأضاف تشاندراسيكاران:
“نريد أن نفهم ما حدث، لكننا لا نعرف حتى الآن”.
وقالت شركة تصنيع محركات الطائرات “جي إي أيروسبيس” إنها تدعم الإجراءات التي اتخذتها هيئة الطيران الهندية لتعزيز فحوصات السلامة لأسطول طائرات “إير إنديا” من طراز 787.
وقال متحدث باسم “جي إي أيروسبيس”:
“السلامة هي أولويتنا القصوى. ونحن ملتزمون بتقديم كل الدعم الفني اللازم لفهم سبب هذا الحادث”.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أنهى عمال الإنقاذ تمشيط موقع الحادث، وكانوا يواصلون البحث عن أشخاص مفقودين وجثث في المباني، إلى جانب البحث عن أجزاء من الطائرة قد تساعد في تفسير سبب سقوطها بعد وقت قصير من الإقلاع.
تدخل رئيس الوزراء الهندي وحضوره بشكل شخصي للمسرح
وقد اطّلع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على سير عمليات الإنقاذ خلال زيارته لموقع الحادث في ولاية غوجارات مسقط رأسه يوم الجمعة، كما زار بعض المصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفى.
وقال مودي في منشور على منصة “إكس”:
“مشهد الدمار محزن للغاية”.
ويُعد هذا الحادث هو الأول من نوعه لطائرة دريملاينر منذ بدء تشغيلها التجاري في عام 2011، وفقاً لقاعدة بيانات شبكة سلامة الطيران.
وأفاد موقع “فلايترادار24” بأن الطائرة التي تحطمت يوم الخميس كانت قد حلّقت لأول مرة في عام 2013، وتم تسليمها لشركة “إير إنديا” في يناير 2014. وكان من بين الركاب 169 مواطناً هندياً، و53 بريطانياً، و7 برتغاليين، وكندي واحد.
اطلع على المزيد من الأخبار التقنية