
تحولت العربات المفخخة التي طورتها قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى أداة رئيسية في سياستها الممنهجة لتدمير مدينة غزة وتهجير سكانها قسرًا. هذه الروبوتات المحملة بأطنان من المتفجرات لم تعد مجرد وسيلة عسكرية، بل غدت رمزًا لمرحلة جديدة من الحرب القائمة منذ أكثر من 24 شهرًا، والتي وصفها المراقبون بأنها جريمة إبادة جماعية تُرتكب على مرأى العالم.
محاور التفجير وتحول خطير
بشجاعة لا تُقهر..
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 26, 2025
شابان يعيقان تفجير روبوت مفخخ للاحتلال في جباليا شمال قطاع غزة، وينتزعان لوحة التحكم والبطاريات لحماية المنازل من التدمير pic.twitter.com/jZjWGkvvGR
بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فجرت قوات الاحتلال فجر الأربعاء 10 عربات مجنزرة مفخخة في حي تل الهوا، وثلاث عربات أخرى في شارع النفق، وعدة عربات بمحيط بركة الشيخ رضوان. وفي حين كانت هذه التفجيرات تُنفذ عادة في ساعات الفجر، بات الجيش الإسرائيلي يستخدمها في كل الأوقات، مضاعفًا احتمالات سقوط ضحايا مدنيين.
العربات المستخدمة هي ناقلات جند أميركية قديمة من طراز “إم 113”، جرى تعديلها وتحويلها إلى روبوتات تحمل ما لا يقل عن 7 أطنان من المتفجرات، تُوجَّه عن بُعد لتنفجر وسط الأحياء السكنية المكتظة. هذا الأسلوب يذكّر باستخدام تنظيم داعش للسيارات المفخخة في سوريا والعراق، والذي قوبل آنذاك بإدانات واسعة، فيما يُسمح لإسرائيل بممارسته اليوم دون رادع أو مساءلة.
الأثر الكارثي على المدنيين
لعن الله من اخترعه!
هذا هو الروبوت الاسرائيلي المفخخ، يتم حشوه بالمتفجرات بوزن 5 طن ثم تفجيره عن بُعد بين منازل المواطنين
يقوم بتفجير مربعات سكنية كاملة
الاحتلال يتلذذ في تجربة كل انواع الأسلحة الفتاكة ضد شعب غزة الأعزل pic.twitter.com/XLrUKlrief— MO (@Abu_Salah9) August 27, 2025
لا يقتصر أثر هذه الروبوتات على الدمار المادي، بل يتعداه إلى زرع الرعب في قلوب السكان ودفعهم للنزوح. أصوات التفجيرات تهزّ المدينة بأكملها، والمباني ترتجف تحت وطأة الانفجارات العنيفة، ما يحوّل الحياة اليومية إلى جحيم قائم على الخوف الدائم وفقدان الأمان.
المواطن خليل إسليم يصف المشهد قائلًا: “كل مرة تنفجر نشعر وكأن زلزالًا يضرب المنطقة، الركام يتطاير مئات الأمتار، وسحب الدخان تغطي المكان”. أما خديجة المصري، وهي نازحة من شمال غزة، فتروي: “عندما ينفجر الروبوت أشعر أن روحي تخرج، صراخ أطفالي يزداد، وأحيانًا أشاركهم الصراخ من شدة الرعب”.
حتى الشباب لم يسلموا؛ إذ يؤكد سامر عبد العال أنه أصيب برضوض بعدما قذفه انفجار أحد الروبوتات بقوة هائلة نحو الجدار، لافتًا إلى أن نوعية المتفجرات المستخدمة أشد هولًا مما عرفوه خلال أكثر من 23 شهرًا من القصف.
مسح للأحياء السكنية
نوع جديد من الإجرام يستخدمه المجرم في حربه على الأبرياء العزّل
— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) April 4, 2025
روبوت مفخخ يحصد 25 روحًا في مجزرة في حي الشجاعية pic.twitter.com/m8opzCzoai
المرصد الحقوقي يشير إلى أن كل عربة مفخخة قادرة على تدمير نحو 20 وحدة سكنية بشكل كامل أو جزئي. هذا يعني أن مئات آلاف الأشخاص مهددون بفقدان منازلهم خلال فترة قصيرة، في ظل ظروف معيشية مأساوية وانعدام مقومات البقاء.
🎯 هل تبحث عن طريقة فعالة للترويج لموقعك أو منتجك؟
📈 "سعيد ميديا" يستقبل آلاف الزوار شهريًا من جمهور مستهدف يهتم بالمحتوى العربي الرقمي.
✨ أعلن عبر موقعنا عبر إعلان مباشر أو مقال جيست بوست، واجعل علامتك التجارية تصل للأشخاص المناسبين في الوقت المناسب!
كما أن دوي هذه الانفجارات يُسمع لمسافات تزيد عن 40 كيلومترًا، أي أبعد من مساحة قطاع غزة نفسه، في انعكاس لحجم التدمير الذي تخلفه هذه الأسلحة.
جريمة تُرتكب في وضح النهار
ليس مشهداً مولداً بالذكاء الاصطناعي بل تفجير روبوت مفخخ في وسط المدينة!
— هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) August 31, 2025
هل تتخيل حجم الدمار في وسط أحياء سكنية! pic.twitter.com/0x0nJwHKST
استخدام إسرائيل للروبوتات المفخخة يعكس إصرارًا على تنفيذ خطتها المعلنة بمحو مدينة غزة عن الوجود، عبر الجمع بين التدمير المادي والنفسي. وبينما تواصل الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي إطلاق دعوات متكررة لوقف هذه الانتهاكات، تبقى إسرائيل بمنأى عن أي محاسبة، في مشهد يفضح ازدواجية المعايير وغياب العدالة في النظام الدولي.
إن ما يجري في غزة اليوم ليس مجرد حرب عسكرية تقليدية، بل عملية منظمة لتغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي للقطاع، وتحويله إلى أنقاض خالية من الحياة، في جريمة ستظل شاهدًا على عجز العالم وصمته أمام أفظع صور التهجير القسري والإبادة الجماعية في العصر الحديث.