سيارة طائرة يمكنها تجاوز سرعة 155 ميلاً في الساعة في الجو قد تُطرح في الأسواق عام 2026

لطالما أحبت أفلام الخيال العلمي فكرة السيارة الطائرة. سواء كوسيلة لتجنب الازدحام أو لخلق اختناقات مرورية في الفضاء ثلاثي الأبعاد، نشأنا ونحن نعتقد أن الهجين بين الطائرة والسيارة هو حجر الأساس لـ”مستقبل” النقل. ويبدو أن هذا المستقبل قد يصبح حاضراً قريباً، إذ من المتوقع أن يدخل هذا النوع من المركبات السوق قريباً. تحمل هذه المركبة اسم “AirCar”، وهي من تطوير شركة سلوفاكية تُدعى “Klein Vision“.

سيارة طائرة تتجاوز الإختبارات الأولية بنجاح

في عام 2021، حصل النموذج الأولي من هذه المركبة على شهادة صلاحية للطيران من هيئة النقل السلوفاكية، بعد أن أكمل بنجاح 70 ساعة من اختبارات الطيران وفقاً لمعايير وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، تخللها أكثر من 200 عملية إقلاع وهبوط في ذلك الوقت.

وقد نجحت المركبة أيضاً في إجراء أول رحلة بين مدينتين، استغرقت 35 دقيقة، من مطار نيترا الدولي إلى مطار براتيسلافا الدولي في 28 يونيو 2021.

أما الجيل الثاني من هذه المركبة، فمن المقرر أن يبدأ اختباره في وقت لاحق من هذا الصيف، وهو النموذج الذي من المحتمل أن يُتاح تجارياً قريباً. يتميز هذا النموذج بقدرة ذيله وأجنحته على التمدد أو الانكماش حسب ما إذا كان في وضع السيارة أو الطائرة. يمكنه الوصول إلى سرعة 200 كيلومتر في الساعة (124 ميلاً في الساعة) على الأرض، وأكثر من 250 كيلومتراً في الساعة (155 ميلاً في الساعة) في الجو، ويبلغ مدى طيرانه 1000 كيلومتر (620 ميلاً).

وبحسب أنطون زاجاك، الشريك المؤسس لشركة “Klein Vision” كما نقل عنه موقع TNW، فإن “AirCar 2” هو نموذج أولي جاهز للإنتاج، وقد يُطرح في السوق بسعر يتراوح بين 800 ألف دولار ومليون دولار. تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تكريم مؤسس الشركة، ستيفان كلاين، بمنحه جائزة التقدير الخاصة للتميّز الهندسي من قبل منظمة “أساطير الطيران الحية”.

وقال ستيفان كلاين في بيان: “الحصول على هذا التكريم من منظمة أساطير الطيران الحية هو شرف عظيم ومحطة تواضع في مسيرتي. سيارة AirCar تحقق حلم حياتي في جعل حرية الطيران في متناول الناس العاديين. ومع إطلاق نموذجنا الإنتاجي، نقترب خطوة إضافية من تغيير طريقة تنقل العالم — من خلال دمج الطريق والسماء في بُعد جديد من التنقل الشخصي.”

لا شك أن في المشروع طموحاً كبيراً — فهو ثمرة عقود من العمل كما جاء في وثائقي قصير عن “Klein Vision”. قد لا يكون هذا النوع من المركبات مناسباً للجميع، ولكن يبدو أن بعض الأشخاص سيجمعون بين رخصة القيادة ورخصة الطيران للاستفادة من هذا النظام الفريد من النقل الشخصي.

اقرأ أيضاً:
هيونداي تكشف عن Ioniq 9 أحدث سياراتها الكهربائية بقدرات مذهلة

مستقبل السيارات الطائرة وتحدياتها

رغم الإثارة التي تثيرها مشاريع السيارات الطائرة مثل AirCar، إلا أن الطريق نحو تعميم هذه التكنولوجيا لا يزال مليئاً بالتحديات، سواء من الناحية التقنية أو القانونية أو المجتمعية. من أبرز هذه التحديات:

1. البنية التحتية

حتى الآن، لا توجد بنية تحتية متكاملة تدعم السيارات الطائرة على نطاق واسع. فمثلاً، ستحتاج المدن إلى إنشاء مهابط طيران صغيرة (Vertiports)، ونقاط شحن خاصة، وأنظمة تحكم مروري ثلاثي الأبعاد لتجنب الحوادث في الهواء.

2. التشريعات والرخص

يتطلب استخدام مثل هذه المركبات الحصول على رخصة قيادة ورخصة طيران، ما قد يحد من استخدامها لعامة الناس. كما تحتاج القوانين إلى تحديثات كبيرة تشمل تنظيم الحركة الجوية للسيارات الطائرة داخل المدن والمناطق السكنية.

3. الأمان

رغم الاختبارات الناجحة، لا تزال السلامة تمثل أولوية قصوى. ويجب أن تثبت هذه المركبات قدرتها على العمل في ظروف جوية مختلفة والتعامل مع حالات الطوارئ مثل فشل المحرك أو خلل إلكتروني.

4. البيئة والتكلفة

رغم أن AirCar تعمل بمحرك احتراق داخلي، إلا أن التوجه العالمي يدفع نحو مركبات كهربائية أكثر صداقة للبيئة. ومع ارتفاع أسعار النماذج الأولية (أكثر من 800 ألف دولار)، فإن الوصول الجماهيري لهذه التكنولوجيا قد يستغرق وقتاً طويلاً حتى تنخفض التكاليف.

الابتكار يدفع نحو المستقبل

مع ذلك، فإن تطوير السيارات الطائرة يمثل بداية مرحلة جديدة في النقل الشخصي، قد تغيّر من طريقة تنقل البشر جذرياً خلال العقود القادمة. فالشركات الناشئة الكبرى مثل Joby Aviation وLilium وUrban Aeronautics تنافس أيضاً في هذا المجال، مما يعزز سباق الابتكار نحو مركبات عمودية تقلع وتهبط (VTOL) تعمل بالكهرباء بالكامل.

وإذا ما توافرت البيئة المناسبة والقوانين الداعمة، فإننا قد نشهد خلال السنوات العشر القادمة تحوّلاً جذرياً في وسائل النقل، حيث يصبح التنقل الجوي الشخصي أمراً عادياً كما هو استخدام السيارات اليوم.