كاميرا RED Helium محاطة باثنتين من كاميرات ARRI Mini

فيلم The Irishman، المرشح لجائزة الأوسكار 2020 في فئة المؤثرات البصرية، يُعد نموذجًا لتجاوز الحدود بين الإبداع البشري وإمكانات التكنولوجيا. اقرأ أدناه كيف ساعد نظام تصوير فريد (كاميرا RED Helium محاطة بكاميرتين ARRI Mini) في التحكم بعملية إزالة علامات التقدّم في العمر في الفيلم.

“آلة الزمن” المدعومة بالذكاء الاصطناعي من NVIDIA

من الحرب العالمية الثانية إلى دار رعاية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومن خلال كل عقد بينهما، يروي فيلم The Irishman على نتفليكس قصة القاتل فرانك شيران عبر مشاهد من أوقات مختلفة في حياته. لكن جميع أبطال الفيلم الثلاثة — روبرت دي نيرو، آل باتشينو، وجو بيشي — في السبعينيات من عمرهم.

كان من المستحيل لفريق الماكياج إعادة الممثلين إلى العشرينات أو الثلاثينات بشكل واقعي. كما كان المخرج مارتن سكورسيزي ضد استخدام علامات التقاط الحركة التقليدية أو أي معدات مزعجة تتداخل مع الأداء الطبيعي أثناء التصوير.

لتلبية هذا المطلب، طورت ILM (Industrial Light And Magic) نظام تصوير ثلاثي جديد لالتقاط أداء الممثلين على موقع التصوير، باستخدام كاميرا المخرج RED Helium محاطة بكاميرتين تعملان بالأشعة تحت الحمراء ARRI Mini لتسجيل الهندسة ثلاثية الأبعاد والملمس.

كما طور الفريق برنامجًا يسمى ILM Facefinder يستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز آلاف الصور لأداءات الممثلين السابقة. يقوم البرنامج بتحديد الإطارات التي تطابق زاوية الكاميرا والإضاءة والتعبير الخاص بالمشهد الجاري، مما يوفّر للفنانين لدى ILM مرجعًا دقيقًا لمقارنة كل إطار بالفيديو. استُخدمت هذه المراجع لتحسين النُسخ الرقمية لكل ممثل بحيث يمكن تحويلهم إلى العمر المستهدف لكل مشهد في الفيلم.

تم استخدام بطاقات NVIDIA Quadro RTX لتسريع الإنتاج. قال بابلو هيلمان، مشرف المؤثرات البصرية في ILM:
“الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي أصبحا جزءًا من كل ما نقوم به في المؤثرات البصرية. ومع استخدام بطاقات NVIDIA Quadro RTX في خط الإنتاج، هذه التقنيات تفتح أمامنا آفاقًا جديدة للعقد القادم.”

نظام تصوير مخصص: كاميرا RED Helium محاط بـ ARRI Minis

من المهم التأكيد أن هذه التقنية الخاصة بالتحكم في العمر تم تطويرها أثناء التصوير. لتحقيق دقة عالية في عملية التقدم في العمر، كان على فريق المؤثرات البصرية مراعاة عدة عوامل، مثل التقاط الأداء والإضاءة، والأهم من ذلك تجنب أي تداخل مع الإخراج والتمثيل. لذلك كان لا بد من بناء نظام مخصص.

تم تصميم النظام بحيث تكون الكاميرا الأساسية محاطة بكاميرتين “شاهدتين” تعملان بالأشعة تحت الحمراء، وكل كاميرا تعطي زاوية مختلفة لأداء الممثل، وسمّى الفريق هذا النظام بـ الوحش ثلاثي الرؤوس (Three-Headed Monster).

تفاصيل الوحش ثلاثي الرؤوس بالمؤثرات البصرية و الذكاء الإصطناعي

تم تصميم النظام بواسطة ILM بالتعاون مع المصور السينمائي Rodrigo Prieto، ويتكون من ثلاث كاميرات:

• الكاميرا الأساسية: RED Helium مزودة بعدسات Cooke Panchro و ARRI Ultra-speed.
• الكاميرتان “الشاهدتان” ARRI Mini، تم تعديلها لتصوير الأشعة تحت الحمراء.

تمت تغذية جميع الزوايا الثلاث في برنامج Flux المملوك لـ ILM، الذي حوّلها إلى تمثيلات ثلاثية الأبعاد لأداء الممثلين على الوجه. بعد ذلك، تم تطبيق البيانات على نماذج ثلاثية الأبعاد لكل ممثل، لإنشاء نسخة رقمية يمكن إعادة استخدامها لتصوير الممثلين بوجوه أصغر عمرًا كما أعدتها ILM.

كاميرات الشاهد Witness Cameras

تم تركيب الكاميرتين الشاهدتين على جانبي كاميرا المخرج RED DSMC2 لتوفير رؤية ستيريو لوجه الممثل. كما تم إزالة فلتر الأشعة تحت الحمراء من كل كاميرا ليتم تسجيل الضوء تحت الأحمر فقط، مع حلقة من مصابيح LED حول العدسة لإضاءة الأشعة تحت الحمراء على وجوه الممثلين وإزالة الظلال غير المرغوبة، بينما تبقى غير مرئية للممثلين والكاميرا الأساسية.

وفقًا لـ RED Digital Cinema، كان يجب أن يكون النظام خفيف الوزن بما يكفي ليُحمل على أي رافعة أو رأس كاميرا يريده Prieto أو Scorsese. كما أُعدت نسخة ثنائية الكاميرا لتسهيل استخدام Steadicam، مع الحفاظ على أبعاد تسمح بمرور النظام عبر الأبواب القياسية.

تقنية عالية في فيلم The Irishman لدعم التصوير التقليدي

هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذه التقنية لتجاوز علامات التقاط الحركة التقليدية أو الطرق الأخرى التي قد تعيق التصوير والتمثيل الطبيعي.
بناء هذا الوحش ثلاثي الرؤوس يُعد واحدًا من أكثر الأفكار ابتكارًا في صناعة السينما، والنتائج مذهلة بالفعل. مشاهدة فيلم The Irishman تمنحك تقديرًا كاملًا لهذا الابتكار، حيث الهدف هو استخدام التكنولوجيا لدعم السينما التقليدية النقية دون المساس بالأداء الطبيعي.