عالم يستخدم تقنية Cognify لزرع “ذكريات” الجرائم في أدمغة السجناء من منظور الضحية، أنقول وداعاً للسجون؟

في عالم تسارعت فيه تطورات الذكاء الاصطناعي، ظهرت تقنيات ثورية قد تغيّر شكل العدالة الجنائية كما نعرفها أبرزها تقنية Cognify، التي تعتمد على زرع الذكريات في السجناء كوسيلة حديثة لـإعادة التأهيل النفسي للمجرمين بالتكنولوجيا.
هل تخيلت يومًا أن يعيش السجين جريمته من جديد، ولكن من منظور الضحية؟
من خلال زرع ذكريات اصطناعية في الدماغ، يتمكن السجين من اختبار عواقب أفعاله بشكل مباشر وعاطفي، في تجربة قد تستبدل سنوات من العقوبات الجنائية بلحظات قليلة تُشبه الحياة الكاملة. ومع توظيف الذكاء الاصطناعي في العقوبات الجنائية، تصبح السجون الذكية مستقبلًا واقعيًا، حيث يُعاد تأهيل الجناة بدلًا من معاقبتهم فقط.
في هذا المقال، نغوص في تفاصيل هذا المفهوم الثوري، ونتساءل: هل تكون الذكريات الاصطناعية هي الطريق الجديد نحو العدالة؟ وهل يمكن أن تُحدث هذه التقنية نقلة نوعية في إعادة تأهيل السجناء بالتكنولوجيا بدلًا من الحبس طويل الأمد؟
عناوين المقال
كشف أحد العلماء من خلال مقال على ديلي ميل عن مفهوم لسجن مستقبلي يدّعي أنه يمكن أن يسرّع إطلاق سراح المجرمين من سنوات أو عقود إلى دقائق فقط.
يحمل التصميم اسم “Cognify”، ويقوم على زرع ذكريات صناعية في دماغ الشخص تتعلق بجريمته، ولكن من منظور الضحية.
ما هي تقنية Cognify؟
قد يتضمن النظام جهازًا يشبه الواقع الافتراضي يعرض لقطات من الجريمة مُنشأة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب غرسة دماغية تستحث مشاعر مثل الندم أو التأنيب – وهي مشاعر قد لا يشعر بها بعض الأفراد من تلقاء أنفسهم.
وقد طوّر هذا المفهوم هاشم الغيلي، ويهدف إلى ضمان آثار طويلة الأمد لجلسة العلاج من خلال جعل الذكريات دائمة.
يوجد حالياً أكثر من 1.7 مليون شخص في السجون بالولايات المتحدة، هل ستنجح الحكومة في استخدام الذكاء الاصطناعي في العقوبات الجنائية.
ورغم أن المسؤولين يقولون منذ زمن إن السجن يردع الجريمة، فقد وجدت أكثر من 100 دراسة في عام 2021 أنه لا يمنع تكرار الجرائم.
🎯 هل تبحث عن طريقة فعالة للترويج لموقعك أو منتجك؟
📈 "سعيد ميديا" يستقبل آلاف الزوار شهريًا من جمهور مستهدف يهتم بالمحتوى العربي الرقمي.
✨ أعلن عبر موقعنا عبر إعلان مباشر أو مقال جيست بوست، واجعل علامتك التجارية تصل للأشخاص المناسبين في الوقت المناسب!
وبناءً على ذلك، يتطلع الغيلي نحو المستقبل من خلال سجن يدّعي أنه سيساعد المجرمين على التعلم من ماضيهم.
كيف يعمل نظام زرع الذكريات في السجناء؟
وذكر فيديو تعريفي: “قد تتمكن تقنية Cognify في المستقبل من إنشاء وزرع ذكريات صناعية مباشرة في دماغ السجين”.
“تُنشأ هذه الذكريات المعقدة والحية والواقعية في الزمن الحقيقي باستخدام محتوى مولّد بالذكاء الاصطناعي”.
وعلى الرغم من أن التأهيل قد يستغرق بضع دقائق فقط، إلا أنه سيبدو وكأنه سنوات بالنسبة للسجين.
ماذا يرى ويشعر السجين داخل Cognify؟
“داخل عقل المجرم، سيمر الزمن بشكل أبطأ مما هو عليه في الواقع، ما يجعله يعيش تجربة تمتد لسنوات”، بحسب ما جاء في الفيديو.
وبناءً على خطورة الجريمة والعقوبة المقررة، يمكن تخصيص الذكريات لتناسب احتياجات التأهيل لكل سجين.
يخضع السجناء لمسح دماغي عالي الدقة ينشئ خريطة مفصلة لمساراتهم العصبية.
وتسمح هذه الخريطة لجهاز Cognify باستهداف مناطق معينة من الدماغ مسؤولة عن الذاكرة، والاستدلال، والتفكير المنطقي.
وتشمل هذه المهام مناطق مثل: الحُصين (hippocampus)، القشرة الجبهية الأمامية، اللوزة الدماغية (amygdala)، الفص الجداري (parietal lobe)، والقشرة الحزامية الأمامية.
يبدأ الجهاز عمله من خلال عرض ذكريات مولدة بالذكاء الاصطناعي للسجين، وقد تشمل هذه الجرائم: العنف الأسري، جرائم الكراهية، التمييز، الاختلاس، التداول الداخلي، السرقة، والاحتيال.
وبالإضافة إلى التأثيرات البصرية، يمكن للتقنية أيضًا تحفيز استجابة جسدية من خلال تمكين الجاني من الشعور بالألم والمعاناة التي تعرض لها الضحية.
وذكر الفيديو: “بعض الذكريات مصممة لتحفيز العواقب والصدمة”.
“يمكن لمثل هذه الذكريات محاكاة الآثار طويلة المدى للأفعال العنيفة، مثل حزن عائلة الضحية أو الصدمة الجسدية والعاطفية التي تعرضت لها الضحية”.
ويبدأ المقطع، الذي تبلغ مدته ست دقائق و22 ثانية، بمنظر لغرفة بيضاء تحتوي على 19 كبسولة على الجدار.
تفتح الكبسولات لتكشف عن رجال واقفين داخل كل واحدة منهم، وهم يرتدون جهاز Cognify على رؤوسهم، مع شاشة على أعينهم وسماعات على آذانهم – ما يغمرهم تمامًا في الذكريات الاصطناعية التي ينشئها الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً:
تعلم كيفية برمجة الذكاء الإصطناعي من الصفر
كيفية إنشاء موقع بالذكاء الإصطناعي بالمجان
ابتهال أبو السعد مغربية فضحت شركة مايكروسوف التي تستخدم تقنيات الذكاء الإصطناعي لتزويد إسر.ا.ئيل بها
الهدف من زرع الذكريات: التأهيل أم العقاب؟
ووفقًا للفيديو: “تُدمج الذكريات الاصطناعية المزروعة بواسطة Cognify بسلاسة في الشبكات العصبية الموجودة في الدماغ، مما يمنع التنافر المعرفي ويضمن أن يعيش الشخص الذكريات وكأنها حقيقية”.
وأثناء خوض السجناء لتجاربهم العاطفية الحية، يجمع الحاسوب المركزي بيانات لفهم أسباب ارتكاب الجرائم.
ومع ذلك، أشار الفيديو إلى أن Cognify “سيتميز بتخزين مشفر لمعلومات السجناء الحساسة وبيانات إعادة التأهيل”.
مزايا نظام Cognify مقارنة بالسجون التقليدية
وجاء في الفيديو التعريفي أن “مفهوم تقنية Cognify يمكن أن يُحدث ثورة في نظام العدالة الجنائية من خلال تقليل الحاجة إلى الحبس طويل الأمد وتكاليفه بشكل كبير”.
“تتطلب السجون التقليدية ميزانيات ضخمة للبناء، والصيانة، والتوظيف، ورعاية السجناء، بما في ذلك الطعام، والرعاية الصحية، وبرامج التأهيل”.
“من خلال استبدال أحكام السجن الطويلة بإعادة تأهيل قصيرة ومكثفة من خلال زرع الذكريات الاصطناعية، يمكن خفض تكاليف تشغيل السجون ورعاية السجناء بشكل كبير”.
هل يمكن أن تغيّر هذه التقنية مستقبل العدالة الجنائية؟
قد يبدو مفهوم زرع الذكريات الاصطناعية في السجناء أقرب إلى الخيال العلمي منه إلى الواقع، لكن مع التطور السريع في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم الأعصاب، أصبحت هذه التقنية مرشحة بقوة لإحداث ثورة في أنظمة العدالة الجنائية.
بدلًا من قضاء سنوات طويلة خلف القضبان، يقترح نموذج Cognify تجربة تأهيلية مركزة تسمح للسجين بـ”معايشة” نتائج أفعاله بشكل مباشر وعاطفي، بإعادة تأهيل السجناء بالتكنولوجيا، هذه التجربة قد تخلق تغييرًا جذريًا في السلوك، حيث يمر السجين بحالة من الندم والتعاطف مع الضحية لم يكن ليشعر بها داخل سجن تقليدي، حيث يتم هنا استخدام الذكاء الاصطناعي في العقوبات الجنائية.
إذا ثبتت فاعليتها، فإن هذه التقنية قد تقلل معدلات تكرار الجريمة، وتوفر ملايين الدولارات التي تُصرف على بناء السجون ورعاية السجناء، ما يجعلها حلًا أكثر إنسانية واستدامة في آنٍ واحد.
خصوصية البيانات والسجناء: تحديات أمنية وتقنية
رغم الطابع الثوري لتقنية Cognify، إلا أن الخصوصية وحماية البيانات تبقى من أبرز التحديات التي تثير قلق المتخصصين. فزرع الذكريات يتطلب خريطة دماغية دقيقة لكل سجين، إضافة إلى جمع بيانات حساسة حول حالته النفسية، تاريخه الإجرامي، واستجابته للتأهيل.
الفيديو التعريفي أشار إلى وجود “تخزين مشفّر” لهذه المعلومات، لكن ما تزال الأسئلة قائمة:
- من يتحكم بهذه البيانات؟
- هل يمكن اختراقها أو استخدامها لأغراض تجارية أو سياسية؟
- هل يمكن إجبار السجين على خوض هذه التجربة رغماً عنه؟
هذه التحديات تضع هذه التقنية تحت مجهر أخلاقي وقانوني دقيق، وقد تشكل عقبة كبيرة أمام اعتمادها على نطاق واسع، ما لم يتم وضع إطار قانوني صارم لحماية السجناء.
كيف استقبل الجمهور والعلماء فكرة زرع الذكريات؟
أثار نشر فيديو تقنية Cognify ردود فعل واسعة بين الجمهور والمجتمعات العلمية، حيث انقسمت الآراء بين الإعجاب والقلق.
الكثيرون رأوا فيها أملًا جديدًا في إصلاح المجرمين، خاصة أولئك الذين لا يمتلكون حس الندم الطبيعي، بينما حذر آخرون من التلاعب بالذاكرة الإنسانية وما قد يسببه من اضطرابات عقلية أو نفسية طويلة الأمد.
علماء الأعصاب أبدوا اهتمامًا كبيرًا، لكنهم طالبوا بمزيد من الأبحاث السريرية والأخلاقية قبل تنفيذها فعليًا، خصوصًا أن إقحام الذكاء الاصطناعي في الإدراك البشري قد يحمل عواقب يصعب التنبؤ بها.
في النهاية، يظل السؤال مفتوحًا: هل نعيش بداية عصر “الهندسة العصبية” لإعادة تشكيل السلوك البشري، أم أننا نلعب بالنار في منطقة غير مستكشفة؟
بين الواقع والخيال… هل نحن مستعدون لسجون الذكريات؟
بينما تتسارع وتيرة الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية، يطرح مفهوم تقنية Cognify سؤالًا جوهريًا: هل يمكن إعادة تأهيل المجرمين بزرع الذكريات بدلًا من سلب حريتهم؟
إنه اقتراح جريء يفتح بابًا واسعًا للنقاش الأخلاقي والقانوني، ويضع المجتمعات أمام خيار حاسم: إما التمسك بالسجون التقليدية بكل كلفتها البشرية والمادية، أو استكشاف سبل جديدة للعقاب والتأهيل قائمة على التقنية والتجربة النفسية العميقة لإعادة تأهيل السجناء بالتكنولوجيا.
رغم كل الحماس والجدل، لا تزال الطريق أمام زرع الذكريات في السجناء طويلة ومعقدة، لكنها بالتأكيد تستحق المتابعة… وربما، في المستقبل القريب، سنشهد تحولًا جذريًا في مفهوم العدالة كما نعرفه اليوم.
🔔 هل تود مواكبة أحدث الابتكارات التي تعيد تشكيل عالمنا؟
انضم الآن إلى قائمتنا البريدية في موقع سعيد ميديا لتصلك مقالات تحليلية، حصرية، وملهمة أسبوعيًا — تغوص بك في عمق التكنولوجيا، العلوم، والسلوك البشري.
📩 اشترك الآن في القائمة البريدية لموقعكم سعيد ميديا وكن دائمًا في قلب الحدث التقني.