المدونةالتدوينالتسويق الرقميالسيو SEOتحليل تكتعلم بلوجرتعلم ووردبريسمنصة بلوجرمنصة ووردبريس

الفرق بين التدوينة والمقال

المدونات والمقالات: ما الفرق بينهما؟ … ولماذا قد يكون من المهم أيّهما تتعلم كتابته أولاً؟

هل المدونات والمقالات مختلفة حقًا إلى هذا الحد؟
لم أفكر كثيرًا في هذا السؤال إلا بعد أن قضيت أكثر من عقد في الكتابة.

ظهرت المدونات (وهي اختصار لـ “الدفاتر الإلكترونية – Web Logs”) لأول مرة في التسعينيات كدفاتر يومية عامة على الإنترنت. ومع مرور الوقت، توسعت لتشمل صفحات ويب معلوماتية. يمكن أن تكون المدونة موقعًا مستقلًا أو جزءًا من موقع أكبر (مدونتي مثلًا جزء من موقعي الشخصي). كما يمكن أن تُكتب المدونات بواسطة شخص واحد أو فريق من الكتّاب.

أما المقالات فلها تاريخ أقدم بكثير. إذ تعود جذورها إلى عام 1605 في ألمانيا، مع صدور أولى الصحف المطبوعة التي احتوت على مواد تتناول السياسة والأحداث الجارية والقضايا الاجتماعية. كانت تلك بداية المقال الصحفي كفن من فنون الكتابة.

ثم ظهرت المجلات مثل The Spectator في إنجلترا عام 1711، لتوفّر منصة لكتابة مقالات أطول وأكثر تفصيلًا حول مواضيع متنوعة. وسرعان ما أصبحت كتابة المقالات أمرًا شائعًا. ومع تزايد حاجة المجتمع إلى المعلومات والتعليم والترفيه، تطورت التكنولوجيا لتلبي هذا الطلب. واليوم، تُعد المقالات جزءًا أساسيًا من الإعلام التقليدي والرقمي على حد سواء، إذ تسهم في تشكيل الوعي العام وتثقيف ملايين الناس حول العالم.

المدونات والمقالات: نوعان مختلفان من المحتوى

تعلمتُ الكتابة من خلال دورة تدريبية في كتابة المقالات. في ذلك الوقت كانت المدونات حديثة الظهور، وكان تركيزي منصبًّا على نشر المقالات في المجلات المعروفة.
لكن الأمور تغيّرت كثيرًا منذ ذلك الحين.

استغرق الأمر بعض الوقت لأدرك أن التدوينة والمقال ليسا الشيء نفسه. لسنوات طويلة استخدمت المصطلحين “مقال” و“تدوينة” بالتبادل، ظنًّا مني أنهما مترادفان.

والحقيقة أن كتابة المدونات وكتابة المقالات نوعان مختلفان من المحتوى، لكلٍّ منهما غايته ومكانه في عالم النشر الرقمي. وإذا تعلمت أحدهما، يمكنك بسهولة نقل مهاراتك إلى الآخر لتوسّع فرصك المهنية في مجال الكتابة.

12 فرقًا بين كتابة المدونات وكتابة المقالات

لكي لا تقع في نفس الخطأ الذي وقعتُ فيه، إليك أبرز الفروق بين كتابة التدوينات وكتابة المقالات:

1. الغرض

المدونات تُكتب عادة لإشعال النقاش، أو مشاركة الأفكار، أو تقديم تحديثات. وغالبًا ما تركز على زاوية ضيقة من موضوع واحد، من منظور شخصي مثل: “رحلتي مع السرطان” أو “كيف نجوت من كلية القانون”.
أما المقالات فتهدف إلى تقديم معلومات أو تحليلات معمّقة أو بحوث دقيقة حول موضوع محدد، وغرضها غالبًا تثقيف القارئ أو إقناعه بمحتوى موثوق ومدعوم بالأدلة.

2. الطول

تتراوح التدوينات بين 500 و1500 كلمة، رغم أن المقالات الطويلة أصبحت أكثر شيوعًا مع تطور التسويق بالمحتوى.
أما المقالات فتتجاوز عادة 1500 كلمة وقد تمتد إلى 5000 كلمة أو أكثر بحسب الموضوع.





فرصة

🎯 هل تبحث عن طريقة فعالة للترويج لموقعك أو منتجك؟
📈 "سعيد ميديا" يستقبل آلاف الزوار شهريًا من جمهور مستهدف يهتم بالمحتوى العربي الرقمي.
✨ أعلن عبر موقعنا عبر إعلان مباشر أو مقال جيست بوست، واجعل علامتك التجارية تصل للأشخاص المناسبين في الوقت المناسب!




3. العمق

المدونات تُكتب لتُقرأ بسرعة، فهي تتناول فكرة واحدة أو سؤالًا محددًا بشكل مبسط.
أما المقالات فتتعمق أكثر، وتضم وجهات نظر متعددة وبيانات ومراجع متنوعة.

4. الوسيط

المدونات تُنشر على الإنترنت — إما في موقع مستقل أو ضمن قسم “المدونة” في موقع أكبر، أو على منصات مثل Medium وLinkedIn.
أما المقالات فتُنشر في المجلات والصحف والدوريات الأكاديمية أو المواقع الإعلامية الكبرى مثل Forbes أو The New York Times.

5. الأسلوب

أسلوب المدونات غير رسمي ومباشر وتفاعلي، وغالبًا ما يُكتب بضمير المتكلم. يستخدم الكاتب لغة محادثة، وربما يضيف بعض الدعابة أو التجارب الشخصية.
بينما المقالات تُكتب بنبرة موضوعية وأكثر دقة، خصوصًا في السياقات الأكاديمية أو المهنية، وغالبًا بضمير الغائب للحفاظ على المصداقية والرصانة.

6. البنية

بنية التدوينة مرنة. قد تبدأ بسؤال مباشر أو قصة شخصية لجذب القارئ، ثم تتوسع بالأمثلة أو التجارب أو الأفكار. أما المقالات فغالبًا ما تتبع بنية ثابتة: مقدمة، جسم، وخاتمة، مدعومة بالمصادر والحقائق.


7. التفاعل

المدونات جزء من عالم وسائل التواصل، لذا تُصمم لتشجيع التفاعل عبر التعليقات أو أزرار المشاركة أو الدعوات إلى اتخاذ إجراء (CTA).
المقالات في الأصل لم تكن تفاعلية إلا عبر “رسائل القراء”، لكن في عصر النشر الرقمي أصبحت كثير من المقالات تتضمن أقسامًا للتعليقات أيضًا.

8. التكرار والنشر

المدونات تُحدّث باستمرار — يوميًا أو أسبوعيًا — لإبقاء الجمهور متفاعلًا وتحسين ترتيبها في محركات البحث.
أما المقالات (خصوصًا الأكاديمية أو المطبوعة) فتصدر بوتيرة أبطأ، وغالبًا ما تكون “دائمة الصلاحية” أو محتوى لا يتغير كثيرًا بمرور الوقت.

9. العناصر البصرية

المدونات الحديثة تعتمد على الصور، والرسوم البيانية، والفيديوهات، وحتى ملفات GIF لإثراء المحتوى وجعله أكثر جذبًا.
أما المقالات فتستخدم الصور فقط لدعم النص، لا لجذب الانتباه الأساسي.

10. تحسين محركات البحث (SEO)

المدونات تُكتب مع مراعاة تحسين الظهور في محركات البحث، باستخدام الكلمات المفتاحية والوصف التعريفي.
بينما تركز المقالات على الجودة والمصداقية أكثر من تحسين السيو.

11. تحقيق الدخل

المدونات، خصوصًا تلك التي يديرها رواد الأعمال المستقلون، تُحقق الدخل عبر الإعلانات أو التسويق بالعمولة أو المحتوى المموّل.
أما المقالات فقلّما تهدف إلى الربح المباشر، بل تُستخدم لبناء الوعي بالعلامة التجارية أو تعزيز المكانة الفكرية.

12. عملية النشر

المدونات تُنشر ذاتيًا غالبًا، مما يمنح الكاتب حرية وسرعة في النشر.
بينما تمر المقالات في وسائل الإعلام التقليدية أو الأكاديمية بسلسلة مراجعات دقيقة من المحررين أو المراجعين قبل اعتمادها للنشر.


ما الذي يجمع بين المدونات والمقالات؟

  • الجمهور الرقمي: كلاهما يُنشر الآن عبر الإنترنت.
  • الحوار والتفاعل: المدونات بدأت الحوار عبر قسم “التعليقات”، والمقالات الرقمية تبنّت ذلك لاحقًا.
  • النشر الذاتي: لم تعد بحاجة إلى ناشر لتصل إلى جمهورك؛ التكنولوجيا جعلت كل شخص قادرًا على النشر بنفسه.

ومع ذلك، بدأت الحدود بين المقالات والمدونات تتلاشى.
فحتى المقالات باتت تراعي تحسين محركات البحث والكلمات المفتاحية، وهو ما كان يومًا اختصاص المدونين فقط.


أيّهما ينبغي أن تتعلم كتابته أولاً؟

أنا منحاز — تعلمت كتابة المقالات أولًا. لكن يجب أن أكون منصفًا: كانت المدونات حينها في بداياتها.

أما اليوم، فإن النصيحة الشائعة هي:
ابدأ بالتدوين على مدونتك الخاصة. ثم استمر.
المدونات نقطة انطلاق رائعة للمبتدئين لأنها:

  • أكثر مرونة وأقل رسمية،
  • أقصر وأسهل في التحرير،
  • توفر تفاعلًا مباشرًا مع القراء،
  • وتسمح لك بالتعبير عن شخصيتك بحرية دون الحاجة إلى مصادر معقدة أو تنسيق صارم.

بينما تتطلب المقالات التزامًا أكبر بالقواعد والأسلوب الأكاديمي، مما قد يشكّل تحديًا للكتّاب الجدد.


كتابة المدونات يمكن أن تقودك إلى كتابة المقالات… والمزيد

من الكتّاب الناجحين الذين بدأوا من التدوين؟ تيم فيريس، الذي كتب في مدونته عن أسبوع العمل لأربع ساعات، وشارك تجاربه في الإنتاجية وتطوير الذات، ثم حوّل نجاح مدونته إلى كتب ومقالات ومحاضرات وبودكاست شهير.

ابدأ بمدونة، وستكتسب الثقة في التعبير عن أفكارك والتفاعل مع جمهورك.
ومع الوقت، سيفتح ذلك أمامك أبواب مشاريع أكبر… ومسيرة طويلة في عالم الكتابة الاحترافية.

5/5 - (1 صوت واحد)

المصدر
Mediumحسوبالجزيرة نتGrammerly

سعيد الجمالي

شاب مغربي، صانع للمحتوى السمعي البصري والمكتوب، متخصص بالتسويق الرقمي عبر محركات البحث / مواقع التواصل / الإعلانات الممولة، ديزاينر وفيديو إديتور، خريج ليسانس جامعة الحسن الثاني، وشهادات من ISLI و Youtube و Edraak، مؤثر بأزيد من 4 قنوات يوتيوب وصفحات لأكثر من 118k Followers+ مؤسس SaidMedia.Pro و Biochra.com منغمس في التكنولوجيا منذ سنة 2013، خدمت أونلاين أزيد من 150 عميل، للأعمال contact@saidmedia.pro

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجوا منكم إيقاف مانع الإعلانات، فإن حجب إعلانات موقعنا سيجعلنا نتوقف عن تقديم المحتوى بجودة عالية، نتمنى أن تقدروا مجهودنا، محتوى موقع سعيد ميديا مجاني بالكامل.